قدمت دولة الكويت منذ نشأتها نموذجا فريدا للعمل الخيري والإنساني، حيث اشتهر أهل الكويت بحب الخير وتقديم العون لكل محتاج، حتى قبل اكتشاف الثروات النفطية، كانت تبرعات الكويتيين تساند الشعوب الشقيقة في الأزمات، في فلسطين واليمن ومصر، كما ساهمت الكويت في بناء مستشفيات وجامعات ومدارس في كثير من بلدان العالم، وظل هذا العطاء الإنساني مستمرا لا ينقطع، عبر مؤسساتها الرسمية والأهلية، ولعل أبرز أمثلة هذه المؤسسات (الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية) وما يقدمه من إسهامات لدعم شعوب المنطقة، سواء شعوب الوطن العربي أو آسيا أو أفريقيا، إلى جانب (الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية) التي قدمت مشروعات تنموية إلى أكثر من 130 دولة حول العالم.
وفي إطار اعتراف المجتمع الدولي بالدور الكويتي المتميز في القضايا الإنسانية العالمية، أطلقت الأمم المتحدة لقب (قائد إنساني) على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، تقديرا لدوره القيادي المتميز في مجال العمل الإنساني، كما سمت الكويت (مركزا إنسانيا عالميا) حسب ما أعلن وزير الإعلام الكويتي ووزير الدولة لشئون الشباب الشيخ سلمان الحمود.
وصرح الشيخ سلمان الحمود أن الأمم المتحدة ستكرم دولة الكويت ممثلة في سمو الأمير صباح الأحمد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك منتصف سبتمبر المقبل، تقديرا لدور الكويت في العمل الإنساني.
وأوضح أن دولة الكويت تحتفي باليوم العالمي للعمل الإنساني مع كل شركائها في أعمال البناء والإغاثة الإنسانية والذي أعلنت عنه الأمم المتحدة في سبتمبر من كل عام حيث يمثل فرصة لتذكر كل العطاءات التي ألهمت العمل الإنساني.
وأضاف الحمود أن دور دولة الكويت الداعم للعمل الإنساني والتنموي ساهم في تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي الذي طالما ساند دولة الكويت في كل الظروف. يذكر أن منظمة (أوكسفام) التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرا لها قد أصدرت تقريرا أظهر أن الكويت احتلت صدارة الدول التي قدمت الدعم للاجئين السوريين من أجل توفير حاجاتهم الإنسانية والتزامها بكامل تعهداتها الدولية بهذا الشأن. في حين قالت السيدة (كريستالينا جورجيفا) مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون التعاون الدولي والمساعدة الإنسانية، في بيان خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أن المفوضية الأوروبية تعترف بدور الكويت البارز والمتصاعد في المساعدة الإنسانية العالمية خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة الذي سببها الصراع في سوريا، وأعربت المسئولة الأوروبية عن تطلع المفوضية لتعزيز تواصلها مع الكويت في المساعي المشتركة إلى تحديد الاحتياجات الإنسانية، وترويج مبادئ وقيم العطاء الإنساني، مؤكدة في الوقت ذاته على قيام المجتمع الدولي ببذل الجهود من أجل تقديم المساعدة الفعالة للمحتاجين، في ظل ما يجتاح العالم من أزمات إنسانية غير مسبوقة.
ومن ناحية أخرى، أشاد بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة بدور سمو أمير الكويت الإنساني، وقال أن سمو الأمير أثبت خلال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي استضافته الكويت، أن بلاده تعد مركزا إنسانيا عالميا، وأن مساهمته بنصف مليار دولار كانت محفزا للآخرين، كما أكد المسئول الأممي أن مؤتمر المانحين الثاني قد استجاب للبعد الإنساني للأزمة السورية التي تحتاج إلى مساعدات بقيمة ستة ونصف مليار دولار لإغاثة أكثر من ستة ملايين سوري تشردوا داخل سوريا، فضلا عن نحو مليونين آخرين نزحوا خارجها إلى دول الجوار.
إن تكريم الأمم المتحدة لسمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح يعد مفخرة للكويت حكومة وشعبا، وتتويجا لدورها التاريخي والإنساني تجاه الشعوب المنكوبة والفقيرة، فلقد كانت دوما الكويت – وستظل – مركزا إنسانيا عالميا، ورائدة في مجالات العمل الإنساني والإغاثي، وكان دعم سمو الأمير حافزا للمؤسسات الخيرية للمبادرة والانطلاقة والاستمرارية في تقديم العون للجميع دون تفرقة أو انحياز.